رحلة العودة من الهجرة من تلمسان إلى غرب قنا الترامسة أو على الأصح التلامسة نسبة إلى تلمسان بالمغرب كما يقول الأستاذ / حمدي محمد حسن وكيل وزارة التنظيم والإدارة بسوهاج وعضو مجلس الشعب الأسبق وأحد أبناء الترامسة نقلا عن الدكتور / عبدالحميد السيد وجميع عائلات الترامسة ينحدرون من أصل واحد وهو ما يميز القرية عن سائر قرى المحافظة وهناك عائلة يطلق عليها المغاربة ومن هذه العائلات أيضا الفخرانى والسليمات والطوايلة والزحاليق والحجورة والجزيرة والشيخ حسن والمعبد وبيت جاد والبصيلية .
أعلام القرية
يسترجع الحاج / حمدي الماضي التليد للقرية حينما كان يذهب أبناؤها للدراسة في الأزهر وعلى رأسهم الشيخ / عبدالحليم أحمد شلبى قائد التنوير بالقرية الذي قضى 21 سنة مجاورا للدراسة في الأزهر لم يزر أسرته خلالها إلا 7 مرات حيث كانت الرحلة إلى القاهرة تستمر 3 أشهر في المراكب ودرس المذاهب الأربعة وعين قاضيا للسودان وعندما عاد إلى القرية أنشأ أول مدرسة عرفت باسمه ولا أثر لها الآن .
ويستطرد الحاج في الحديث قائلا : وأحد أحفاده كان علما وصحفيا مشهورا هو الأستاذ / محمود مهدي - رحمه الله – نائب رئيس تحرير الأهرام الأسبق وله مؤلفات عديدة بالإضافة إلى عموده في الأهرام " الأسوة الحسنة " وله أعمال عديدة منها تأسيسه لجريدة صوت قنا عام 1979 م وكذلك جائزته السنوية لحفظة القرآن الكريم وهى مسابقة دينية وفكرية وثقافية ورصد لها مبلغا من المال من حسابه الخاص . ومنهم أيضا الشيخ / إسماعيل القاضى الذي كان مأذونا وساعد على تخريج أجيال متميزة وأيضا الحاج / محمد حسن أبو قريع ومن أبرز أعماله الأعمال الخيرية والمجتمعية ومنها التبرع بأراض لإنشاء مسجد
ومدرسة
ووحدة صحية وجمعية زراعية ووحدة اجتماعية وكذلك التبرع لإنشاء مرشح مياه الترامسة على مساحة 6 قراريط على النيل في مواجهة فندق بسمة على الضفة الشرقية وكذلك التبرع بأرض لإنشاء سوق القرية الذي يقام كل يوم خميس وآخر التبرعات كان تجديد مسجد الفتح بنجع أبو قريع بتمويل كويتى والجهود الذاتية ويقع على مساحة 400 م2 بتكلفة وصلت إلى 400 ألف جنيه وشرفه في الافتتاح مدير أمن قنا والعديد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة .
قطب القرية
الشيخ / حسن أبو عامر لا يعرف أحد متى وصل إلى القرية لكن الحاج / حمدي يقول إن نسبه ينتهي إلى الإمام موسى الكاظم بن على بن زين العابدين وكانت له كراماته العديدة ويقام له مولد في موسم الحصاد منتصف مايو من كل عام ويستمر لمدة أسبوعين حيث يتوافد على ضريحه المئات والآلاف من الأتباع والمريدين وفى فترة سابقة كانت تقام خيمة ثقافية فيها تلاوة للقرآن الكريم وخطب من علماء أجلاء وفى الليلة الختامية يستعد أهالي الترامسة جميعا لاستقبال ضيوفهم بإعداد الطعام لهم فلا يخلو بيت من طهو الطعام للضيوف وهى ظاهرة فريدة من نوعها ويعد المولد سوقا رائجة وموسما دينيا وتجاريا للقرية والقرى المجاورة.
أهم صناعات القرية
وتعد صناعة الفخار الصناعة الأولى في القرية رغم ما حل على الأواني من تطور أدى إلى تقلص هذه الصناعة لكن ما زال يعمل بها الكثيرون وعلى رأسهم محمد أحمد إبراهيم وشهرته"حردان" ويبلغ من العمر 65 عاما ويعمل بها منذ نعومة أظافره ويعمل "معلما" حيث يصنع " العلاوة " ( بلاص صغير ) ويقول إن هذه الصنعة تستر ولا تغنى حيث إنهم يعملون في فصل الصيف فقط ويخزنون البوص لحرق الأواني الفخارية وبعد أن تأتى الطفلة من الجبل توضع في حوض الفواخير وتملأ بالماء حتى تلين وتقوم بقرتان بخلط الطفلة حتى تصبح قواما متماسكا وتحمل إلى الدوسة حيث تداس الطفلة وتترك يوما لتصيح صالحة للتشكل ويقوم عامل آخر بصنع عمود يوضع على السهم ويصنع الشكل المراد ويترك لليوم الثالى ثم ينشر في المنشر لمدة 10 أيام ثم توضع فى الكوشة ( الفرن ) لتحرق بالبوص.
ويلتقط أخوه إبراهيم طرف الحديث قائلا بلهجة صعيدية الراجل بيحتاج من 3 إلى 5 سنين عشان يبقى معلم ومعاى أخويا سعيد بيعمل زهريات وأناتيك وبيصدرها للخارج وكنا زمان بنصدر لأمريكا لكن مع التطور توقف التصدير وأغلب الإنتاج يذهب لتعبئة العسل الأسود وأمنيتي أن نحصل على تأمين اجتماعي وصحى.
لذلك تضم صوت قنا صوتها إلى أصحاب الصناعات البيئية بالمطالبة بالتأمين إضافة لجعل يوم في السنة في المحافظة يطلق عليه يوم الصناعات البيئية .
مراكز الشباب
ويقول الأستاذ / محمد محمود جلال موظف بالاتحاد الإقليمي لمراكز شباب القرى يوجد بمركز شباب القرية العديد من الأنشطة ما بين رياضية وثقافية وفكرية ومكتبة للطفل لكنها تحتاج إلى تفعيل .
ويرى أن استمرار مجالس إدارات مراكز الشباب يساعد على تعطيل الأنشطة لذلك يجب تجديد الدماء ولكي يتجدد الفكر الإداري لمراكز الشباب لابد من تغيير لائحة مجلس الإدارة لتكون بالاختيار وهى تعدل حاليا لكنها تجد مقاومة من أصحاب الفكر الراكد .
الزراعة
يتذكر الحاج / بركات العبد أيام الستينات حيث الأرض الخصبة التي كانت تزرع بالفول والعدس والكمون مرة في السنة قبل إنشاء السد العالي لكن بعد السد أصبحنا نزرع الأرض ثلاث مرات والمحصول الرئيسي الموز وبعده الخضروات .
ويضيف : يبدأ الموسم من أواخر سبتمبر وحتى يناير ومن أنواع الموز البلدي والبيتو وويليام والمغربي والقصراوى وأهم الخضروات الكرنب والباذنجان والطماطم ويعتمد الري على الغمر . ويفاجئنا - على عكس المألوف من الترحم على خير الماضي - قائلا : لقد تحسنت المحاصيل نتيجة لتطور فكر المزارعين واستخدام المواد المعالجة والمقاومة للآفات والأمراض وكذلك الأسمدة المخصبة للتربة ويتراوح دخل المزارع من 10 إلى 15 ألف جنيه سنويا . ويشكو الحاج بركات من القروض التي أصبحت لا تتناسب مع الارتفاع المتزايد للأسمدة معلنا أنه لم يستفد أي أحد في الترامسة من نسبة 50 % لديون صغار المزارعين .
ويسترسل بحماس : كما يوجد مصرف مياه بالقرية يعمل على تلوث البيئة نتيجة لإلقاء القاذورات والمخلفات فيه يأخذ من ترعة أصفون ويصرف في النيل بجوار مرشح مياه الترامسة مع أن الحل بسيط وهو تحيله إلى منطقة الخرس .
كما يشكو من ظاهرة الاتجار في أراضى أملاك الدولة بجبل الترامسة ويتهم المجلس المحلى بقرية دندرة بالضلوع في هذا الأمر .